ادب وثقافة

نصوص يمنية هادمة للسائد

11 فبراير/محمد الحمامصي

ديوان( “لا كرامة لمستطيل” يمتاز بالإغراق في التجريب والعمل على كسر السائد في الكتابة الشعرية العربية، وتوظيف ما يمكن استخدامه من تقنيات كتابية)

شهدت الندوة التي أقامها منتدى الشعر المصري حول ديوان الشاعر اليمني هاني الصلوي “لا كرامة لمستطيل.. ذلك الغيورة” مناقشات مهمة حول الديوان وقصيدة النثر المصرية والعربية في سعيها لتشكيل خصوصية في الشكل والمضمون، ومدى ما قدمته من رؤى وأفكار، حيث أثار المتدخلون قضايا اللغة والإيقاع والتجريب والعلاقة المركبة والملتبسة بينها.

وقد انطلقت الندوة بتقديم الشاعر علي عطا الذي أكد سعي المنتدى لتوسيع مناقشاته للتجارب الشعرية العربية وترحيبه بالتجارب المتميزة في قصيدة النثر العربية، كاشفا أن الندوة تناقش ديوانا مختلفا انطلاقا من عنوانه والذي يتميز بمفرداته الخاصة.

كانت البداية مع مداخلة الناقد محمد السيد إسماعيل بعنوان “شعرية تضرب في اللغة” حيث أوضح أن الشاعر استخدم عنوانا يحمل درجة كبيرة من الإبهام، الأمر الذي يصعب معه أن يكون عتبة أولى لعالم النص كما اعتدنا أن نقول.

وأشار إسماعيل إلى أن الديوان يوظف جغرافية المكان بشكل متميز، وهي تيمة عربية قديمة، وفي تصوره أنها سوف تزداد حضورا في ظل الانهيارات في العديد من أقطار العالم العربي، ومن الطبيعي أن يأتي المكان بمستوياته جميعها، ومن هنا نأتي على صيغة التوحد بين الإنسان والجمادات والكائنات الطبيعية.

وفي مداخلته “لا كرامة لمستطيل.. لعبة الشعر ومخاتلاته” رأى الشاعر والناقد علوان الجيلاني أن الصلوي في مجموعته الشعرية هذه يشتبك مع تجارب شعرية من مختلف أصقاع العالم، هذا ما يظهر من خلال التمثلات والتضمينات العابرة للثقافات.

وقال “أما على مستوى الاشتغال الشعري كتقنيات ومرتادات شكلية، فإن اللعبة الفنية ستبدو متعددة المناحي، حيث تختلف الجملة على مستوى التكنيك وعلى مستوى المعجم بين نص تقني مثل ‘الموعد‘، ونص ملحمي مثل ‘برق ملعون الطلعة‘، المفاجآت لا تتوقف على الشكل، ولا على الاستفادة من معطيات النص الجديد الذي تعد الريادة فيه والتنظير له بصمة مميزة للصلوي في مشهد ما بعد مطلع الألفية، المفاجآت تتمثل أيضا في اجتراح لغة هادمة للأنساق السائدة، لغة تتآزر مع أفكار جديدة ومبتكرة نجدها في نصوص مثل ‘كان الحزن إلها قديماً‘ و‘الهامش على المفاتيح‘ و‘فصل يضرب في اللغة‘ إنه إبداع يجمع بين لذتين؛ لذة النص بوصفه لغة ثم بوصف اللغة لعبة تعبيرية، ولهذه الفكرة بوصفها رافعة استثنائية للعبور بالنص إلى مستوى تخلّقه المختلف”.

ورأى الناقد والباحث مدحت صفوت أن ديوان “لا كرامة لمستطيل” يمتاز بالإغراق في التجريب والعمل على كسر السائد في الكتابة الشعرية العربية، وتوظيف ما يمكن استخدامه من تقنيات كتابية أسهمت فيها المعرفة الإنسانية بمناهج الحداثة واستراتيجيات ما بعدها، أو طروحات ما بعد الحداثة. واستقر في النقد الحديث على أن التجريب سمة جوهرية تلتصق بالفن، وعلامة فاصلة تحدد البون بين من يستجيب للانتظارات المكرسة ومن يسعى إلى تعديلها. إنه، بعبارة أخرى، برزخ فاصل بين من يبدع من داخل المعيار ومن يشيد عوالمه الممكنة من خارجه.

وأضاف صفوت أن آليات التجريب تنوعت في ديوان الصلوي ما بين الشكلية والكتابية، والتركيبية والبنائية إلخ، ولعل أبرزها استخدام تقنية الالتفات لتبدو في صور كثيرة وأشكال متابينة، من بينها الالتفات بتغيير رسم الكلمات، الالتفات بالمحذوف، العنونة بالتنقيط، تقطيع الكلمات وغيرها.

*نقلا عن صحيفة العرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لـ منشور برس2018©. انشاء وترقية MUNEER