تقارير

مبادرة مجتمعية لإصلاح ورص طريق حوراء سامع

11 فبراير _ خاص

بمبادرة مجتمعية قادها الأهالي في حورة مركز مديرية سامع، بدأت أعمال استصلاح طريق حورة سامع ورصفها بالحجارة لتصبح أكثر قابلية  للاستخدام.

ومديرية سامع أحد مديريات محافظة تعز النائية والمهمشة تعرضت للتهميش وقاست مرارة حرمانها من أبسط المشاريع والخدمات، حتى ينعم سكانها بالراحة ولو بشيء يسير.

تفتقر مديرية سامع الجبلية للمشاريع الخدمية المختلفة من أهمها الصحة ومشروع المياه، والطريق الآمنة.

في ثمانينات القرن الماضي وأثناء نشاط التعاونيات قام العديد من أبناء مديرية سامع وبمبادرة ذاتية من قبلهم بشق طريق تربط بين قراهم والأسواق المجاورة لمديريتهم، بعد أن كانت مديريتهم شبه منعزلة عن العالم.

ظلت الطريق الوعرة والتي تمر فوق جبال وعرة كما كانت عليه عند شقها من قبل الأهالي، دون التفاتة بسيطة من قبل القائمين على المديرية، وسلطاتها المحلية المتعاقبة، حتى كان الفرج قد حضر في العام 2010م عندما تمت محاولات استصلاحها وربط المديرية بالمديريات المجاورة، واستمر العمل في الطريق حتى قيام ثورة 11 فبراير، وتوقف العمل بعدها حتى اليوم.

انفجرت الحرب اليمنية وتعرضت تعز لحصار جائر، تم فيه قطع الطرقات الرئيسية لمدينة تعز وحرمان المواطنين من التنقل داخل المحافظة عبرها، ليتجه المواطنون نحو استخدام الطرق الفرعية الريفية وكانت طريق حوراء سامع أحد تلك الطرق المستخدمة من قبل أبناء المحافظة.

ولأهمية الطريق تلك والتي تربط بين مديريات ريف تعز الجنوبي أو ما يعرف بالحجرية ومديريات سامع وخدير،  اتجهت أنظار أبناء مديرية سامع صوب تأهيل تلك الطريق لجعلها أكثر أمانًا وقابلية للاستخدام، وتوجت جهود أبناء المديرية المخلصين بإطلاق مبادرة مجتمعية لرص وتأهيل طريق حوراء سامع.

البداية 

تحدث لنا عبدالوهاب غالب علي المسؤول المالي للمبادرة حيث بادر بالقول: “فكرة الطريق بدأت عندما علمت أن امرأة عمي نذرت بجزء من مالها لبناء جامع، على الفور طرحت عليها فكرة إصلاح الطريق بأن تساهم بجزء من مالها هناك فاستحسنت الفكرة وأيد ذلك أبنائها فتبرعت بمبلغ ثلاثة مليون ريال على الفور، بعد ذلك تم الترويج للمبادرة لدى بعض الخيرين وتجاوب معنا البعض ولم يقصروا وجمعنا مبلغًا من المال لا بأس به”.

من جانبه الأستاذ عبدالكريم علي مقبل نائب رئيس المبادرة، أوضح أن الفكرة بدأت من الحاجة، والسبب تعرض الطريق للخراب بسبب السيول وتعثر مشروع الاسفلت بسبب الحرب، وبسبب ما قامت به الشركة التي كانت تعمل في الطريق، حيث عملت على هد الجبل وتحويله إلى ركام مما زاد من المخلفات التي بدورها تعمل على ردم الطريق إذا ما حدثت أمطار ولو كانت خفيفة، مضيفًا: “بدأنا نفكر بإيجاد حلول دائمة لصيانة الطريق في ظل انقطاع الخدمات في كل البلاد وكانت البداية من الحجة نعيم الحوري، التي كان لها الدور الأبرز في إشعال المبادرة عن طريق تبرعها بثلاثة ملايين ريال عن طريق عبدالوهاب غالب علي، والذي بدوره وجه دعوة للمساهمة وبدأت المبادرة ولاقت تجاوب واستجابة غير متوقعة ولاقت صدى كبير في ظل الواقع الذي تمر به البلاد”.

وأضاف: “كانت مبادرة طريق الحصة فاتحة خير وبأنطلاقها إنطلقت مبادرات أخرى كمبادرة صيانة وإصلاح وتأهيل طريق محصيح، وتوسعة طريق الظهار”.

جهود جبارة

تبذل لجنة مبادرة طريق الحصة جهود كبيرة في سبيل إنجاح المشروع، حتى يقوم بخدمة المواطنيين بما يسهل عليهم تنقلاتهم، حيث أكد الأستاذ عبدالكريم علي مقبل أن اللجنة تبذل جهود جبارة في سبيل إنجاح المبادرة، بالإضافة إلى عدد من الخيرين، والجهات الرسمية التي كان لها حضورها وساهمت في هذا العمل لكن بحدود بسيطة مقارنة بحجم المشروع.

الأهمية الاستراتيجية

تمتلك طريق حوراء سامع أهمية استراتيجية كبيرة حيث أنها أصبحت إحدى الطرق الرئيسية التي تربط بين منطقة الحوبان ومدينة تعز المحررة ومديريات ريف تعز الجنوبي، حيث أكد ذلك الأستاذ عبدالكريم بالقول: “تعد طريق حوراء سامع شريان رئيسي يربط مديريات المحافظة ببعضها البعض،  وأصبحت ممر لجميع المسافرين في ظل انقطاع الطرق الرئسية للمدينة جراء الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات”. 

المعوقات

رغم أهمية الطريق الكبيرة والتي تعد شريان حياة، إلى أن المعوقات التي اعترضت عمل اللجنة وحاولت التقليل من جهودها كانت كبيرة، فهناك من حارب المشروع بشكل أو بآخر، بالإضافة إلى عدم الاستجابة السريعة وتقاعس الكثير من المستفيدين بالرغم من وجود كثافة سكانية كبيرة ورؤس أموال وسائقي سيارات، وأيضًا عدم مشاركة المنظمات والجهات المانحة في دعم الطريق من أول يوم لانطلاق المبادرة.

المساحة المستهدفة

يبلغ طول نقيل الحصة ارتفاع كبير ويقع في مجرى السيل ما يعني تعرضه الدائم للجرف والخراب وتعطيل حركات الناس وإيقاف أعمالهم اليومية،  غير أن إمكانية إصلاح الطريق بالكامل غير ممكنة في ظل الوضع الراهن وشحة الامكانيات حيث أوضح عبدالوهاب غالب المسؤول المالي للمشروع أن المساحة التي سيتم إصلاحها وتأهيلها حوالي 200 متر طولي بعرض ستة أمتار، بالإضافة إلى حفر عبارات للمياه ورص بعضها.

من جهته عبدالكريم علي مقبل نائب رئيس اللجنة قال: “نطمح إلى رص واستصلاح النقيل بالكامل لكن في هذه المرحلة سنعمل بحدود الامكانيات المتاحة حيث سيتم استصلاح الأماكن الأكثر تضررًا”.

وبحسب القائمين على مبادرة الطريق فإن المشروع مر بثلاث مراحل كانت أولها إخراج الجبال المتراكمة من المخلفات والتي سببها كان شركة سبأ وتم الانتهاء من المرحلة الأولى والآن يتم تنفيذ المرحلة الثانية والتي تتمثل في بناء الجدران السادة وبعض العبارات وسيتم التجهيز لانطلاق المرحلة الثالثة والمتمثلة في عملية الرص.

وأضاف القائمين: “تبلغ طول الطريق بالكامل حوالي 1300 متر وتعد مجرى للسيل، وتحتاج إلى إصلاح بالكامل غير أن المرحلة الأولى استهدفت المناطق الأكثر تضررًا”.

وبحسب دراسة أعدها مهندسون مختصون فإن الطريق تحتاج لتأهيلها بالكامل إلى مبلغ 270 مليون ريال لتكون أكثر أمان وقابلية للاستخدام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لـ منشور برس2018©. انشاء وترقية MUNEER