ادب وثقافة

قصة قصيرة : حُلم ملاصق للنافذة

11 فبراير _ محمد هائل السامعي

سَهرّت، مع حبيبها المغترب خارج الوطن،ليلة ملئية بالرومنسية والحنّان،وضجر البُعد ولهيّب الشوق المكّدس منذ سنوات ،في منزل زوجها الريفي ،التي تسكنه،في قرية، جميلة ،على قمم أحد جبال اليمن ،الشاهقة .بعد أشهر من سفره ،الى بلد المهجر للعمل ،كان،الزوج،قد أشترى لها ، هاتف ذكي ،للتواصّل ،معها ،لمشاهدتّها وسماع صوتّها،الذي يسكّن روحه ،لِيعيّش معها عن قرّب ،رغم البُعد .وفي إحدى ليالي،شهر كانون الباردة ، تسللتّ،هي ، سحَبّت نفسها ببطئ ،من بين أكوام ملابسها وأرديتّها الشتوية القطنيّة ؛الى النافذة المغطئ بالحديد ،بحثاً عن شبكة”نت”قوية ،قد تمكنّها من إكمال محادثتها ،مع حبيبها المغترب،على “واتس اب “،لإكمال الحديث ،الذي بدأ بنّوع من الحنيّن والحبْ ،في ذلك الوقت المتأخر من الليل ،إنشغل الزوج ،المغترب ،في مكالمته ،على تلفونه ،مع كفيله ،في بلد الاغتراب ،الزوجة ،ظلتّ ،تنتّظر ،سلبّها النعاس ،وسرّق النوم سُهد عينيّها، نآمت بعمّق ،فيما ظل خدّها ،ملاصق ذلك الشبّاك ،الحديدي -النافذة- وبعد أن أكمّل مكالمته مع الكفيل ،الذي قد أذاقه المرّ، إلى جانب مرارة الغُربة ،عن البلد الأم ،الزوج يعود ،يتفقد حبيبته،يبعث الرسائل من جديد ، ينتظر ،ردها لكنها لم ترد ،بخّل عليها باتصال هاتفي ،ربما أراد إختبارها ،او ربما كان خجولاً أمام ،من يسنكوا إلى جواره في نفس الغرفة،كانت الشكوك ،تعصف ذِهنّه، كانت أناملهُ على الكيبورد،تشتّط غضباً ،كان يتسأل مع نفسه ،قائلاً: مع من تتبادل الحديث في الثلث الأخير من الليل؟!
هو لم يُحافظ على تلك المرأة،ربما كان بالاتصال الهاتفي،سَيُقضّها،من سُبّات نومها العميق ،حبيبته التي ،تحبّ سماع صوته كل يوم ،في زمن الكتّابة،افزعها قطرات ندى ،من طلّ بارد،على خدّها البهي ،حين كان مايزال ذلك الخد ملاصق للنافذة ،كان يبدو لها حلم ،قُبّلات على خدها،من الحبيّب التي سَهرّت معه…

محمد هائل السامعي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لـ منشور برس2018©. انشاء وترقية MUNEER