ادب وثقافة

أستأذنكم الغياب

11 فبراير/ رياض السامعي

أستأذنكم الغياب
بعد يوم
بعد يومين
بعد عامين
سأكون بانتظاركم على شرفة الوقت
حيث لا يسرقني العالم
كما يسرق لحظاتي هذا الليل التافه بي
لست متسولا يبحث عن كسرة عشق يسد بها رمق العشق
ولا رخيصا لتهرب مني الفتاة التي أردت مداعبتها أولا
وهي تظن أنني أقتص من أنوثتها بهذا الهذيان الآثم
كلما في الأمر
أنني فاشل في تنميق الكلام
ولم أعد قادرا على مجاراة أنوثتها الشاردة
منذ أن بدأ هذا العجوز الواقف أمامكم ثلثه الأخير من العمر
برأس شائب
ومظلة للشمس
ولحاف ثقيل للشتاء
لم أعد قادر على الذهاب إلى البحر
ولا الرقص مع الفتيات
ولا ارتياد البارات
ولا شرب النبيذ مع أصدقائي القدامى.
أحاول مثلكم السير بخطوات متزنة
وقامة منتصبة من دون عصا الوقت
وذاكرة تتذكر وجوهكم جيدا
أحاول فقط القفز على الهاوية
والسقوط وراء السماء الأخيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لـ منشور برس2018©. انشاء وترقية MUNEER