تقارير

طريق هيجة العبد حصار آخر لسكان مدينة تعز ، بسبب الإهمال

11 فبراير _ محمد عبده سعيد

عند نشوب الحرب الدائرة في اليمن واشتداد الحصار على مدينة تعز وأغلقت الطرق التي تربط بين المدينة ومحافظات صنعاء والحديدة وعدن وفرض الحصار على المدينة، تحولت طريق هيجة العبد جنوبي تعز إلى منفذٍ وشريانٍ وحيدٍ للمدينة، حيث تمر عبرها جميع احتياجات المدينة والمسافرين إلى المدينة. لكن الطريق في الأثناء تهالكت، بسبب غياب الصيانة ومرور الشاحنات الكبيرة.

حوادث كثيرة تحدث يوميًا في الطريق التي تمر في سلسلة جبلية شاهقة، وتؤدي في أغلب الأحيان إلى إغلاقها بحسب روايات سكان محليين، أفادوا بوقوع عشرات الحوادث خلال الأيام الماضية، ذهب ضحيتها العديد من العابرين، وتدمير العديد من المركبات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ضف إلى ذلك، إتلاف مئات الاطنان من البضائع.

وقال نشطاء في حملة “جسد واحد”، إنهم وثقوا خمسة حوادث في يوم واحدة في نهاية أكتوبر الماضي، أدت إلى وفاة واصابة عدد من المسافرين، وإغلاق الطريق لعدة ساعات .

تلك الحوادث باتت شواهد يومية تحكي على مدى تضرر الطريق كما يقول مالكوا مركبات ينقلون ركاب من وإلى مدينة عدن ومحافظة تعز وأكدوا، انتهاء طبقة الاسفلت في نقيل هيجة العبد، وأن الطريق باتت ترابية، إلى جانب أنها ضيقة نتيجة الانزلاقات التي تحدث بسبب الامطار.

وقال مهندس يعمل في مسح الطريق، إن الطبقة الاسفلتية لم توضع لمرور المركبات الثقيلة والمتوسطة، إنما كانت خفيفة، لمرور المركبات، حيث كانت تستخدم لمرور أبناء المديريات الجنوبية لمدينة تعز، قبل أن تتحول إلى شريانٍ وحيد للمدينة بالكامل. وبهذا التحول، تدمر الاسفلت وأوشك على الانتهاء من كافة النقيل.

ويقول مسافرون إن المرور في الطريق بات مرعبًا، إذ يتوقع المسافر سقوطه في أي لحظة عند أي منعطف. وأكد الناشط ’’أمجد العزاني‘‘، إن طريق هيجة العبد باتت كابوس لأي مواطن، إذ أصبحت خارجة عن الخدمة وغير صالحة للاستخدام، لكن ليس هناك أمامنا بديل سوى المرور فيها.

ووصف مدير عام مديرية المقاطرة ’’جمال شمسان وضع الطريق بـ”الكارثي”، وقال، إن استمرار الخراب للطريق يجعلها مهددة بالتوقف نهائيًا، متحدثًا عن وجود مشروع إعادة تأهيل الطريق في بداية العام الماضي بتمويل من صندوق صيانة الطرق، لكن المؤسسة المنفذة لم تكن مؤهلة لتأهيل الطرق.

أوضح المسؤول المحلي، أن المؤسسة المنفذة قامت بخلع الاسفلت وتركته معرض لحفريات الشاحنات الكبيرة والسيول الجارفة، وحتى اللحظة قامت بعمل “صبيات خرسانية في بعض المنحنيات ومن اتجاه واحد، ولم يكن من الاتجاهين”، وبذلك، لم تستكمل المرحلة الأولى ما أدى إلى تدهور الطريق بشكل أكثر.

وقال المسؤول، إن سلطاته سهلت العمل للمؤسسة واسندت لها مواد تصل قيمتها إلى 12مليون، مضيفًا “ومازالت عندهم دين بالاضافة إلى ديون اخرى.. وتم رفع تقرير من لجنة الرقابة والجودة بصندوق صيانة الطرق وموقعين نحن معهم ، التقرير يتحدث عن الكثير من المخالفات عند التنفيذ مخالف جدول الكميات والمواصفات وكنا معترضين على عودتهم لاستكمال المرحلة الثانية”.

وأوضح، أن المؤسسة وقعت عقد للمرحلة الثانية بداية هذا العام واستلمت ثلاثين مليون، ومع ذلك لم تصل إلى موقع العمل، باستثناء “جابوا مقاول بالباطن اشتغل 60م طولي بجهة هات واحد فقط وبمكان مستوي”.

وكشف المسؤول عن تجاوب الحكومة مع الدعوات التي أطلقت مؤخرًا لإصلاح الطريق، مُفيدًا، باعتمادها 350مليون ريال لتأهيل الطريق بصورة عاجلة، وتم إعلان مناقصة محدودة، قبل أن يتم التعاقد مع المقاول مع المقاول الخضيري لتنفيذ المشروع، معبرًا عن أمله اعتماد الحكومة تأهيل شامل لطريق هيجة العبد واستكمال طريق السائلة وطور الباحة.

ومع ذلك، تكاد تغيب الثقة بتدخل الحكومة العاجل لإصلاح الطريق، إذ أطلق نشطاء محليون في المدينة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على الإسراع في اصلاح الطريق، بعيدًا عن الاعتمادات التي لا تصل كما يقولون .

وقال رئيس مبادرة ’’جسد واحد‘‘ أيمن المذحجي، إن حملة المناصرة التي أطلقتها حملته جاءت بعد وصول الطريق إلى مستوى كارث، إذ تتكرر الحوادث المأساوية بشكل يومي، وسقط تجاهل وصمت رسمي غير مبرر، وعليه، كان “علينا كجهات شبابية ومدنية العمل على تحريك المياه الراكدة واستغلال امكانياتنا المتاحة نحو إطلاق حملة مناصرة لطريق هيجة العبد، وهذا ما قمنا به”،.

وأكد الناشط الشبابي، غياب التفاعل الرسمي حتى اللحظة رغم هذه الحملة، وقال، “هناك تصريحات ومناقصات وتوقيع عقود، وفي الميدان لا شي”، متابعًا “مجرد وعود لا اقل ولا اكثر”.

وأضاف “سننتظر ايام قليلة لنتيح المجال امام الجهات الرسمية التي تدعي انها مهتمة بالموضوع مالم فسنعود للتصعيد مرة أخرى”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لـ منشور برس2018©. انشاء وترقية MUNEER