
تزيد حدة الأزمة الإنسانية في اليمن على ما كانت عليه في السابق، بينما ثمانية ملايين إنسان على حافة المجاعة وفي الوقت الذي يتفشى فيه وباء الكوليرا، يصبح أهم ميناء في البلد هدف لهجوم جديد في الحرب القائمة منذ ثلاث سنوات.
وتسعى القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية للسيطرة على الحديدة التي تعد منفذ دخول 70% من البضائع التي تبقي المدنيين على قيد الحياة.
تدخلت السعودية وحليفاتها في حرب اليمن منذ ثلاث سنوات بهدف استعادة العاصمة صنعاء من يد الحوثي، لكن الصراع نحا منحى آخر بعد أن زعمت السعودية أن إيران زودت الحوثيين بالصواريخ التي يطلقها إلى المدن السعودية.
فهذا التدخل الذي تحول إلى ورطة للسعودية وحلفائها، والتي أدى لمقتل آلاف اليمنيين بغارات جوية لكنها فشلت في استعادة السيطرة على البلد. وفي الوقت نفسه تضررت مصالح ملايين المواطنين الذين يعيشون على المساعدات الإنسانية العالمية.
تؤكد السعودية ومراقبون أمريكيون أن سيطرة استعادة ميناء الحديدة من قبضة الحوثيين سيسهل وصول المساعدات الإنسانية، كما أن ذلك سيساعد في إيقاف تهريب الصواريخ التي ترسلها إيران للحوثيين.
ومن جهة أخرى ترى منظمات الإغاثة أن هذا الهجوم سيحتاج أسابيع أو شهور، وأن أي عرقلة لعمل ميناء الحديدة ممكن أن يقود البلاد إلى المجاعة، وسيكون من الصعب مكافحة انتشار الكوليرا التي أصابت أكثر من مليون مواطن.
ولكن هذا التصعيد العسكري جاء في وقت لا معنى له، خصوصا بعد بروز آفاق لتسوية سياسية. ومن المقرر أن يقدم المبعوث الأممي مارتين جريفث خطة لمحادثات السلام أمام مجلس الأمن خلال الشهر القادم.
ويشجع المسؤولون اليمنيون استعداد الحوثيين للمفاوضات، بعد تقديمهم خطة تفصيلية لوقف الحرب بالإضافة لإيقاف إطلاق الصواريخ تجاه السعودية.
ولكن ، وفي واقع الأمر تبدو الإمارات مهتمة ببسط نفوذها وسيطرتها على الموانئ اليمنية أكثر من إنهاء الحرب.
لهذا وجب على الولايات المتحدة التدخل، قدمت كل من إدارة أوباما وترامب دعما محدود لتحالف السعودية، وحاولت مرارا إيقاف الغارات الجوية ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية.
عندما فرضت السعودية الحظر على الحديدة العام الماضي، دعى الرئيس ترامب الرياض بالسماح على الفور لإدخال الغذاء والماء والوقود والدواء للشعب اليمني، وسرعان ما تم فك الحصار.
ولكن الإدارة الأميركية وكجزء من حملتها ضد إيران، تتعهد بمزيد من الدعم لحلفائها في السعودية والإمارات. وعلى الرغم من معارضة نواب من الكونجرس، تسعى واشنطن لبيع ذخيرة بقيمة اثنين مليار دولار للتحالف.
يأتي دعمها هذا عوضا عن قيامها بدعوة السعودية لأن تأخذ مفاوضات السلام بجدية، وأن توقف تقدم الإمارات في الحديدة.
*واشنطن بوست